با برنامه Player FM !
سناء العاجي الحنفي: حياة المشاهير ليست ملكا لنا
Manage episode 520943472 series 2987416
مازلت لا أستوعب هذا الهوس بحياة وخصوصيات المشاهير. لماذا يحتاج البعض لمراقبة تفاصيل حياتهم العاطفية؟ يتعاملون معها كحق طبيعي لهم: يُحلّلون، يُعلّقون، يُصدرون الأحكام ويوزّعون الدروس... تتحول حياة الناس الخاصة لملكية عامة.
والأدهى من ذلك أن البعض يريدهم واجهات مثالية، جسدا وأسلوب حياة. لكن، مثالية حسب معايير المعلقين والمتابعين، لا حسب اختيارات هذه الشخصيات ومشاعرها وتفاصيلها الخاصة...
شخصية مشهورة تعلن عن طلاقها؟ يعتبر الكثيرون أن من حقهم التعليق والتحليل، لا بل والرفض. ليس مهما أن يكون هذا الشخص وشريكُه سعداء. ليس مهما أن يكون الطلاق، ربما، حلا أفضل لهما وللأطفال أنفسهم حين تستحيل العشرة الطيبة. المهم أن تستمر روايتنا وتصورنا عن “الأسرة النموذجية".
لكن، ماذا لو توقّفنا قليلاً عن هذا الادعاء الجماعي؟ ماذا لو سألنا أنفسنا بصدق: لماذا نُصرّ على أن تبقى الأسر قائمة حتى حين يتحوّل البيت إلى مساحة تعب نفسي وفراغ زوجي وألم للأطفال بسبب غياب الحب والتفاهم والانسجام؟ لماذا نعتبر الطلاق فشلاً، لا خياراً إنسانياً مشروعاً قد يفتح باباً لحياة أهدأ، وأكثر انسجاماً، وربما أكثر سعادة للطرفين؟
للأسف، نحن نُقدّس الشكل على حساب الجوهر. نتمسّك بصورة “العائلة السعيدة” حتى لو كانت مجرد ديكور هشّ، بينما يعيش أصحابها الألم يومياً. نرفض الاعتراف بأن الانفصال، في بعض الأحيان، ليس نهاية مأساوية، بل خطوة شجاعة نحو بداية جديدة.
هناك قصص كثيرة تؤكد أن الطلاق حرّر أشخاصاً من معاناة طويلة، ومنحهم فرصة لكرامة شخصية، وتوازن نفسي، وربما لاحقاً حب حقيقي.
المشاهير ليسوا دمى نزيّن بها حياتنا. هم بشر، لهم حياتهم، اختياراتهم، ومخاوفهم. ومثلُنا تماماً، يحقّ لهم أن يخطؤوا، أن يصحّحوا، وأن يختاروا ما يناسب سعادتهم. وربما بدل أن نحمّلهم وزر توقعاتنا، علينا أن نتعلّم احترام حدود حياتهم وخصوصياتهم... حتى إن أخطؤوا الاختيار، فتلك حياتهم الخاصة ومسؤوليتهم التي يتحملونها بشكل فردي لا يفترض أن تكون لنا علاقة به.
ولنتذكّر أن النهايات ليست دائما هزائم. أحياناً، تكون النهايات مفتاحاً لبدايات أجمل.
196 قسمت
Manage episode 520943472 series 2987416
مازلت لا أستوعب هذا الهوس بحياة وخصوصيات المشاهير. لماذا يحتاج البعض لمراقبة تفاصيل حياتهم العاطفية؟ يتعاملون معها كحق طبيعي لهم: يُحلّلون، يُعلّقون، يُصدرون الأحكام ويوزّعون الدروس... تتحول حياة الناس الخاصة لملكية عامة.
والأدهى من ذلك أن البعض يريدهم واجهات مثالية، جسدا وأسلوب حياة. لكن، مثالية حسب معايير المعلقين والمتابعين، لا حسب اختيارات هذه الشخصيات ومشاعرها وتفاصيلها الخاصة...
شخصية مشهورة تعلن عن طلاقها؟ يعتبر الكثيرون أن من حقهم التعليق والتحليل، لا بل والرفض. ليس مهما أن يكون هذا الشخص وشريكُه سعداء. ليس مهما أن يكون الطلاق، ربما، حلا أفضل لهما وللأطفال أنفسهم حين تستحيل العشرة الطيبة. المهم أن تستمر روايتنا وتصورنا عن “الأسرة النموذجية".
لكن، ماذا لو توقّفنا قليلاً عن هذا الادعاء الجماعي؟ ماذا لو سألنا أنفسنا بصدق: لماذا نُصرّ على أن تبقى الأسر قائمة حتى حين يتحوّل البيت إلى مساحة تعب نفسي وفراغ زوجي وألم للأطفال بسبب غياب الحب والتفاهم والانسجام؟ لماذا نعتبر الطلاق فشلاً، لا خياراً إنسانياً مشروعاً قد يفتح باباً لحياة أهدأ، وأكثر انسجاماً، وربما أكثر سعادة للطرفين؟
للأسف، نحن نُقدّس الشكل على حساب الجوهر. نتمسّك بصورة “العائلة السعيدة” حتى لو كانت مجرد ديكور هشّ، بينما يعيش أصحابها الألم يومياً. نرفض الاعتراف بأن الانفصال، في بعض الأحيان، ليس نهاية مأساوية، بل خطوة شجاعة نحو بداية جديدة.
هناك قصص كثيرة تؤكد أن الطلاق حرّر أشخاصاً من معاناة طويلة، ومنحهم فرصة لكرامة شخصية، وتوازن نفسي، وربما لاحقاً حب حقيقي.
المشاهير ليسوا دمى نزيّن بها حياتنا. هم بشر، لهم حياتهم، اختياراتهم، ومخاوفهم. ومثلُنا تماماً، يحقّ لهم أن يخطؤوا، أن يصحّحوا، وأن يختاروا ما يناسب سعادتهم. وربما بدل أن نحمّلهم وزر توقعاتنا، علينا أن نتعلّم احترام حدود حياتهم وخصوصياتهم... حتى إن أخطؤوا الاختيار، فتلك حياتهم الخاصة ومسؤوليتهم التي يتحملونها بشكل فردي لا يفترض أن تكون لنا علاقة به.
ولنتذكّر أن النهايات ليست دائما هزائم. أحياناً، تكون النهايات مفتاحاً لبدايات أجمل.
196 قسمت
همه قسمت ها
×به Player FM خوش آمدید!
Player FM در سراسر وب را برای یافتن پادکست های با کیفیت اسکن می کند تا همین الان لذت ببرید. این بهترین برنامه ی پادکست است که در اندروید، آیفون و وب کار می کند. ثبت نام کنید تا اشتراک های شما در بین دستگاه های مختلف همگام سازی شود.