Artwork

محتوای ارائه شده توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. تمام محتوای پادکست شامل قسمت‌ها، گرافیک‌ها و توضیحات پادکست مستقیماً توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD یا شریک پلتفرم پادکست آن‌ها آپلود و ارائه می‌شوند. اگر فکر می‌کنید شخصی بدون اجازه شما از اثر دارای حق نسخه‌برداری شما استفاده می‌کند، می‌توانید روندی که در اینجا شرح داده شده است را دنبال کنید.https://fa.player.fm/legal
Player FM - برنامه پادکست
با برنامه Player FM !

جمانة حداد: كمثل غريق لم يبتسم للبحر

3:23
 
اشتراک گذاری
 

Manage episode 520334912 series 2987416
محتوای ارائه شده توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. تمام محتوای پادکست شامل قسمت‌ها، گرافیک‌ها و توضیحات پادکست مستقیماً توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD یا شریک پلتفرم پادکست آن‌ها آپلود و ارائه می‌شوند. اگر فکر می‌کنید شخصی بدون اجازه شما از اثر دارای حق نسخه‌برداری شما استفاده می‌کند، می‌توانید روندی که در اینجا شرح داده شده است را دنبال کنید.https://fa.player.fm/legal

في زمنٍ يُفترض بنا فيه أن نكون "متنورين"، تُصرّ الفلسفة الحديثة على أن تُحمّلنا مسؤولية مصائرنا العاطفية كأنها حقيبة يد اخترناها بأنفسنا من أحد المتاجر.

تقول لنا إن ما نهجس به يتحقّق، وإن الكون ليس سوى مرآة تلتقط رغباتنا وخيباتنا وتعيدها إلينا مضاعفة. حسناً… ولكن ماذا نفعل حين تكون رئاتنا مثقوبة من كثرة التنهّد، وحين يصبح التنفّس في ذاته رفاهية؟ كيف نكون إيجابيين في مكانٍ وزمان يلتهمان أحلامنا كحيوانٍ جائع لا يشبع؟

تطالبنا هذه الفلسفة أن نبتسم كي يبتسم القدر لنا. لكن القدر، لسبب ما، ينسى غالباً أن يبادلنا المجاملة. نبتسم، فنبدو كمن يضع شريطاً لاصقاً على صدع جبل. نُقنع أنفسنا بأن التكشير خيانة، وأن الحزن استدعاءٌ لمزيد من الحزن، وأن الخوف جرٌّ لجرادٍ جديد من الخوف. لكن الحقيقة أن هذا المنطق يأسرنا في قفص مزدوج: نخاف من الخوف نفسه، ونحزن من احتمال أن نحزن، فنتحوّل إلى كائنات تُراقب مشاعرها من وراء زجاج، مذعورة من انعكاسها أكثر من ذعرها من العالم.

الورطة ليست في الدعوة إلى الإيجابية بحدّ ذاتها؛ فالأمل، لو يُترك وشأنه، شيء جميل وقادر على إعادة تشكيل الضلوع المكسورة. المصيبة أن الفلسفة الحديثة تحوّل الأمل إلى فرضٍ قسري، وتُحمّلنا وزر كل انكسار وكل وجع وكل طعنة. وحين نُخفق- لأننا بشر ولسنا روبوتات- تُلقي اللوم علينا: "هذا لأنكم لم تكونوا إيجابيين بما يكفي". يا لها من تهمة ظالمة تشبه اتهام الغريق بأنه لم يبتسم للبحر.

هكذا نقع في دوّامة مستحيلة: كلما حاولنا قمع خوفنا خوفاً من أن ننادي خوفاً آخر، تضاعف خوفنا. وكلما حاولنا طرد حزننا كي لا يستحضر إخوة له، ازداد تجذّراً فينا. نظل نحاول أن نتذاكى على مشاعرنا، كأن عقولنا شرطيّ مرور قادر على تنظيم فوضى القلب. لكن القلب كما نعلم لا يحترم الإشارات.

ربما الحل ليس في التظاهر بأننا بخير، ولا في تدريب الكون على الإصغاء إلينا، بل في أن نقبل واقع أننا هشّون، وأننا نخاف، وأننا نحزن، وأن هذه المشاعر ليست جرائم كونية بل مجرّد دلائل على أننا أحياء. ربما الإيجابية الحقيقية هي شجاعة أن نمنح قلوبنا حرية أن تتنهّد، وأن تبكي، وأن تتألم... في اختصار، حريّة أن تكون قلوباً.

  continue reading

196 قسمت

Artwork
iconاشتراک گذاری
 
Manage episode 520334912 series 2987416
محتوای ارائه شده توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD. تمام محتوای پادکست شامل قسمت‌ها، گرافیک‌ها و توضیحات پادکست مستقیماً توسط France Médias Monde and مونت كارلو الدولية / MCD یا شریک پلتفرم پادکست آن‌ها آپلود و ارائه می‌شوند. اگر فکر می‌کنید شخصی بدون اجازه شما از اثر دارای حق نسخه‌برداری شما استفاده می‌کند، می‌توانید روندی که در اینجا شرح داده شده است را دنبال کنید.https://fa.player.fm/legal

في زمنٍ يُفترض بنا فيه أن نكون "متنورين"، تُصرّ الفلسفة الحديثة على أن تُحمّلنا مسؤولية مصائرنا العاطفية كأنها حقيبة يد اخترناها بأنفسنا من أحد المتاجر.

تقول لنا إن ما نهجس به يتحقّق، وإن الكون ليس سوى مرآة تلتقط رغباتنا وخيباتنا وتعيدها إلينا مضاعفة. حسناً… ولكن ماذا نفعل حين تكون رئاتنا مثقوبة من كثرة التنهّد، وحين يصبح التنفّس في ذاته رفاهية؟ كيف نكون إيجابيين في مكانٍ وزمان يلتهمان أحلامنا كحيوانٍ جائع لا يشبع؟

تطالبنا هذه الفلسفة أن نبتسم كي يبتسم القدر لنا. لكن القدر، لسبب ما، ينسى غالباً أن يبادلنا المجاملة. نبتسم، فنبدو كمن يضع شريطاً لاصقاً على صدع جبل. نُقنع أنفسنا بأن التكشير خيانة، وأن الحزن استدعاءٌ لمزيد من الحزن، وأن الخوف جرٌّ لجرادٍ جديد من الخوف. لكن الحقيقة أن هذا المنطق يأسرنا في قفص مزدوج: نخاف من الخوف نفسه، ونحزن من احتمال أن نحزن، فنتحوّل إلى كائنات تُراقب مشاعرها من وراء زجاج، مذعورة من انعكاسها أكثر من ذعرها من العالم.

الورطة ليست في الدعوة إلى الإيجابية بحدّ ذاتها؛ فالأمل، لو يُترك وشأنه، شيء جميل وقادر على إعادة تشكيل الضلوع المكسورة. المصيبة أن الفلسفة الحديثة تحوّل الأمل إلى فرضٍ قسري، وتُحمّلنا وزر كل انكسار وكل وجع وكل طعنة. وحين نُخفق- لأننا بشر ولسنا روبوتات- تُلقي اللوم علينا: "هذا لأنكم لم تكونوا إيجابيين بما يكفي". يا لها من تهمة ظالمة تشبه اتهام الغريق بأنه لم يبتسم للبحر.

هكذا نقع في دوّامة مستحيلة: كلما حاولنا قمع خوفنا خوفاً من أن ننادي خوفاً آخر، تضاعف خوفنا. وكلما حاولنا طرد حزننا كي لا يستحضر إخوة له، ازداد تجذّراً فينا. نظل نحاول أن نتذاكى على مشاعرنا، كأن عقولنا شرطيّ مرور قادر على تنظيم فوضى القلب. لكن القلب كما نعلم لا يحترم الإشارات.

ربما الحل ليس في التظاهر بأننا بخير، ولا في تدريب الكون على الإصغاء إلينا، بل في أن نقبل واقع أننا هشّون، وأننا نخاف، وأننا نحزن، وأن هذه المشاعر ليست جرائم كونية بل مجرّد دلائل على أننا أحياء. ربما الإيجابية الحقيقية هي شجاعة أن نمنح قلوبنا حرية أن تتنهّد، وأن تبكي، وأن تتألم... في اختصار، حريّة أن تكون قلوباً.

  continue reading

196 قسمت

همه قسمت ها

×
 
Loading …

به Player FM خوش آمدید!

Player FM در سراسر وب را برای یافتن پادکست های با کیفیت اسکن می کند تا همین الان لذت ببرید. این بهترین برنامه ی پادکست است که در اندروید، آیفون و وب کار می کند. ثبت نام کنید تا اشتراک های شما در بین دستگاه های مختلف همگام سازی شود.

 

راهنمای مرجع سریع

در حین کاوش به این نمایش گوش دهید
پخش