با برنامه Player FM !
النمو الروحي (التقديس): 8- تمرين الخدمة
Manage episode 305112786 series 2305761
أنضباط أو تمرين الخدمة
بما أن الصليب هو علامة الخضوع ، فإن المنشفة هي علامة الخدمة. عندما جمع يسوع تلاميذه في العشاء الأخير ، كانوا يواجهون صعوبة في تحديد مَن هو الأعظم. لم تكن هذه قضية جديدة بالنسبة لهم. "وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟" (لوقا 9: 46). كلما كانت هناك مشكلة حول مَن هو الأعظم ، هناك أيضاً مشكلة حول مَن هو الأدنى. هذا هو جوهر الأمر بالنسبة لنا ، أليس كذلك؟ يَعرف معظمنا أننا لن نكون الأعظم أبدًا ؛ لكن على الأقل لا تدَعْنا نكون الأدنى.
أجتمع التلاميذ في عيد الفصح ، وكانوا مُدركين تمامًا أن هناك حاجة لغسل أقدام الآخرين. كانت المشكلة أن الأشخاص الوحيدين الذين يغسلون القدمين هم الأدنى. فجلسوا هناك وأقدامهم ملطخة بالتراب. لقد كانت نقطة مؤلمة لدرجة أنهم لم يكونوا حتى يتحدثون عنها. لا أحد يريد أن يُعتبَر الأدنى. ثم أخذ يسوع فوطة وحوضًا وأعاد تعريف العظمة.
بعد أن عاش المسيح حياة الخدمة أمامهم ، دعاهم إلى طريق الخدمة: "14 فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، 15 لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. " (يوحنا 13: 14 ، 15).
بطريقة ما نحن نُفضّل أن نسمع دعوة يسوع لإنكار ذواتنا، والأب والأم ، والمنازل والأرض من أجل الإنجيل على أن نسمع كلمته بغَسل القدمين. يَمنح إنكار الذات المتأصّل إحساسًا بالمغامرة. في الخدمة يجب أن نواجه العديد من الميتات الصغيرة الناتجة عن تجاوز ذواتنا. الخدمة تُبعدنا عن الدنيوي والمألوف والعادي.
في نظام الخدمة هناك أيضًا حرية كبيرة. تُتيح لنا الخدمة أن نقول لا للترويج والسلطة في العالم. الخدمة تلغي حاجتنا (ورغبتنا) إلى" نظام النَقر". كم نحن مثل الدجاج! في حظيرة الدجاج لا يوجد سلام حتى يتضح مَن هو الأعظم ومَن هو الأدنى ومَن هو في أي درجة بينهما. لا يمكن لمجموعة من الناس أن تبقى معًا لفترة طويلة حتى يتم إنشاء "نظام النَقر" بوضوح.
الفكرة ليست أننا يجب أن نتخلص من كل حس في القيادة أو السلطة. أي عالِم أجتماع سيُثبت بسرعة أستحالة مثل هذه المهمة. حتى بين يسوع والتلاميذ ، يمكن رؤية القيادة والسلطة بسهولة. النقطة المهمة هي أن يسوع أعاد تعريف القيادة بالكامل وأعاد ترتيب خطوط السلطة.
لم يُعلّم يسوع أبدًا أن لكل شخص سلطة متساوية. لكن السلطة التي تَكلّم عنها يسوع ليست سلطة "نظام النَقر". يجب أن نفهم بوضوح الطبيعة الجذرية لتعاليم يسوع حول هذه المسألة. لم يكن مجرد عكس ل "نظام النَقر" كما يَفترض الكثيرون. لم تكن السلطة التي تَحَدّث عنها المسيح هي سلطة للتلاعب والسيطرة. لقد كانت سلطة وظيفية وليست سلطة مركزية.
أعلن يسوع ، " 25 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26 فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28 كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». " (متى 20: 25-28).
لذلك فإن السلطة الروحية ليسوع هي سلطة لا توجد في منصب أو لقب ، بل في المنشفة.
شاهد على اليوتيوب (MP4)مقارنة بين الخدمة النابعة من البر الذاتي والخدمة الحقيقية
إذا كانت الخدمة الحقيقية يجب أن تُفهَم وتُمارَس ، فيجب تمييزها بوضوح عن "الخدمة النابعة من البر الذاتي". 1- الخدمة النابعة من البر الذاتي تأتي من خلال الجُهد البشري. إنها تنفق كميات هائلة من الطاقة في الحساب والتخطيط لكيفية تقديم الخدمة. يتم وضع المخططات والأستطلاعات الأجتماعية حتى تتمكن من مساعدة مجموعة من الناس. تأتي الخدمة الحقيقية من العلاقة العميقة مع الآخر الإلهي. تَخدم من خلال الدوافع الإلهية والمساعدات البسيطة. يتم إنفاق الطاقة ولكنها ليست طاقة الجسد المحمومة.
2- الخدمة النابعة من البر الذاتي مُعجَبة بـ "الصفقة الكبيرة". إنها مَعنِية بتحقيق مكاسب رائعة على لوحات النتائج الكنسية. إنه يستمتع بالخدمة عندما تكون الخدمة عملاقة. الخدمة الحقيقية تَجد أنه يكاد يكون من المستحيل تمييز الخدمة الصغيرة عن الكبيرة. عندما يُلاحَظ أختلاف ، غالبًا ما ينجذب الخادم الحقيقي إلى الخدمة الصغيرة ، ليس بسبب التواضع الزائف ، ولكن لأنه يرى أنها مهمة أكثر أهمية. يُرحّب دون تمييز بجميع الفرص للخدمة.
3- الخدمة النابعة من البر الذاتي تتطلب مكافآت خارجية. تحتاج أن تَعرِف أن الناس يَرَون ويقدّرون هذا الجهد. إنها تبحث عن إطراء بشري. الخدمة الحقيقية تكمن في الخفاء. لا تخشى الأضواء ووهج الأنتباه ، لكنها لا تسعى إليها أيضًا. نظرًا لأنها تعيش من مركز مرجعي جديد ، فإن الإيماءة الإلهية بالموافقة كافية تمامًا.
4- الخدمة النابعة من البر الذاتي قلقة للغاية بشأن النتائج. هو أو هي ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كان الشخص الذي يتم خدمته سَيَرد بالمِثل. يُصبِح الأمر مريرًا عندما تَقّل النتائج عن التوقعات. الخدمة الحقيقية خالية من الحاجة لحساب النتائج. يُسعَد الشخص فقط في الخدمة. يُمكن أن يَخدم الأعداء بِحُرّية مثل الأصدقاء.
5- الخدمة النابعة من البر الذاتي تنتقي وتختار مَن تخدم. في بعض الأحيان يتم تقديم الأفضل والأقوى لأن ذلك سيضمن ميزة معينة. في بعض الأحيان يتم تقديم الضعفاء والعُزّل لأن ذلك سيضمن صورة متواضعة. الخدمة الحقيقية لا تُميّز في خدمتها. سَمِعتْ وصية يسوع أن تكون " خَادِمًا لِلْكُلِّ " (مرقس 9: 35) فأنتفضت لخدمة الكل.
6- الخدمة النابعة من البر الذاتي تتأثر بالمزاج والأهواء. يُمكن أن تخدم فقط عندما يكون هناك "شعور أو مزاج" للخدمة. سوء الصحة أو عدم كفاية النوم تتحكم في الرغبة للخدمة. الخدمة الحقيقية تساعد ببساطة وأمانة لأن هناك حاجة. وهي تَعلَم أن "الشعور للخدمة" يمكن أن يكون في كثير من الأحيان عائقًا أمام الخدمة الحقيقية. الخدمة الحقيقية تُنظّم المشاعر بدلاً من السماح للشعور بالتحكم في الخدمة.
7- الخدمة النابعة من البر الذاتي مؤقتة. إنها تعمل فقط عندما تكون أعمال الخدمة المُحدَدة جاهزة. بعد أن تَخدم ، يُمكن أن تأخذ راحة طويلة بسهولة. الخدمة الحقيقية هي أسلوب حياة. إنها تعمل من أنماط المعيشة المتأصلة. إنها تقفز من تلقاء نفسها لتلبية حاجة الإنسان.
8- الخدمة النابعة من البر الذاتي غير حساسة. إنها تُصّر على تلبية الحاجة حتى عندما يكون القيام بذلك مدمرًا. إنها تطلب فرصة للمساعدة بأي وقت وطريقة تراها مناسبة. الخدمة الحقيقية يُمكن أن توقِف الخدمة بِحُريّة مثل أدائها لها. يُمكنها الأستماع بحنان وصبر قبل التصرف. يمكنها أن تخدم من خلال الأنتظار في صمت.
9- الخدمة النابعة من البر الذاتي تُمزّق المجتمع. بِمُجرَد إزالة جميع الزخارف الدينية ، فستظهر هذه الخدمة بأنها تتمحور في تمجيد الفرد. لذلك فهي تضع الآخرين في دَيْن وتُصبِح أحد أكثر أشكال التلاعب المعروفة دهاءً وتدميرًا. الخدمة الحقيقية تَبني المجتمع. إنها تمضي بهدوء وبتواضع في الأهتمام بأحتياجات الآخرين. إنها تَجذب ، تُوحّد ، تَشفي ، تَبني.
الخدمة والتواضعأكثر من أي طريقة أخرى ، تعمل نعمة التواضع في حياتنا من خلال نظام الخدمة. التواضع هو إحدى الفضائل التي لا نكتسبها أبدًا من خلال البحث عنها. كلما سَعَينا وراءها كلما أصبحت بعيدة. إن الأعتقاد بأننا نمتلكها هو دليل أكيد على أننا لا نمتلكها. لذلك ، يَفترض معظمنا أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به للحصول على هذه الفضيلة المسيحية الثمينة ، وبالتالي فإننا لا نفعل شيئًا.
لكن هناك شيء يمكننا القيام به. لسنا بحاجة إلى أن نعيش حياة ضعيفة على أمل أن يقع التواضع على رؤوسنا في يوم من الأيام. من بين جميع الإنضباطات الروحية الكلاسيكية ، فإن الخدمة هي الأكثر مساعدة على نمو التواضع. تُحدِث تغيير عميق في أرواحنا.
لا شيء يَضبط ويُغيّر رغبات الجسد المفرطة مثل الخدمة وبالأخص الخدمة في الخفاء. الجسد يَئِن ضد الخدمة ويصرخ ضد الخدمة الخفية. الجسد يَجذب ويَسحب من أجل هدف واحد هو التشريف والتقدير. وسيبتكر الجسد وسائل خفية ومقبولة دينياً لِلَفت الأنتباه إلى الخدمة المُقدّمة. إذا رفضنا بشدة الأستسلام لشهوة الجسد هذه ، فإننا نصلبه. في كل مرة نصلب فيها الجسد نصلب كبرياءنا وغطرستنا.
يكتب الرسول يوحنا: " لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. " (1 يوحنا 2: 16). نَفشل في فهم قوة هذا المقطع بسبب مَيلِنا إلى جعله يَخص الخطيئة الجنسية. تشير "شهوة الجسد" إلى الفشل في تأديب الأهواء البشرية الطبيعية. في هذه الآية يُلاحَظ: الأفتتان بالقوى والإمكانيات البشرية الطبيعية دون الأعتماد على الله. هذا هو الجسد في عمله ، والجسد هو العدو المُميت للتواضع.
إن الأنضباط اليومي الأكثر صرامة ضروري للسيطرة على هذه المشاعر. يجب أن يتعلم الجسد الدرس المؤلم أنه ليس له حقوق خاصة به. إن عمل الخدمة الخفية هو الذي سيحقق هذا التذلل الذاتي. إذاً ، ستكون نتيجة هذا التأديب اليومي للجسد هي صعود نعمة التواضع. سوف تنزلق علينا نعمة التواضع بدون أن نُدرك. على الرغم من أننا لا نشعر بوجودها ، إلا أننا نُدرك متعة جديدة وبهجة مع الحياة. نتساءل عن الإحساس الجديد بالثقة الذي يُميّز أنشطتنا. على الرغم من أن متطلبات الحياة كبيرة كما هي دائماً، إلا أننا نعيش في إحساس جديد بالسلام غير المُتَعجّل. الأشخاص الذين كنا نحسدهم مرة ، ننظر إليهم الآن برأفة ، لأننا لا نرى موقفهم فحسب بل آلامهم. الأشخاص الذين تغاضينا عنهم وأهملناهم قبل ، نَراهم الآن ونَجدهم أفرادًا محبوبين. بطريقة ما - لا يمكننا أن نُفسّر بالضبط كيف - نشعر بروح جديدة من التماثل مع المنبوذين ، " صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ. " (1 كو 4: 13).
سوف ُندرك حبًا وفرحًا أعمق في الله حتى أكثر من التَحوّل الذي يَحدث في داخلنا. أيامنا متشكلة بأنفاس عفوية من التمجيد و التوقير. الخدمة الخفية السعيدة للآخرين هي صلاة شكر فعلية. يبدو أننا مُوجَهون من قِبَل مركز تحكم جديد - ونحن كذلك.
نعم.. . لكنيرافق أي مناقشة جادة للخدمة تردد طبيعي ومفهوم. إن هذا التردد هو تَعقّل لأنه من الحكمة حساب التكلفة قبل الأنغماس في أي نظام. نشعر بالخوف الذي يأتي بسبب شيء من هذا القبيل: "إذا فعلتُ ذلك ، فسوف يستغلني الناس ؛ سوف يدوسون عليّ".
هنا يجب أن نرى الفرق بين أختيار أن نَخدم وأختيار أن نكون خادمين. عندما نختار أن نَخدم ، ما زلنا مسؤولين. نحن نُقرر مَن سنَخدم ومتى سنَخدم. وإذا كنا مسؤولين ، فسوف نشعر بالقلق الشديد بشأن قيام أي شخص بالتسلق علينا ، أي توليه زمام الأمور فوقنا.
ولكن عندما نختار أن نكون خادمين ، فإننا نتخلى عن حقنا في أن نكون مسؤولين. هناك حرية كبيرة في هذا. إذا أخترنا طواعية أن يتم أستغلالنا ، فلا يُمكن التأثير علينا. عندما نختار أن نكون خادمين ، فإننا نتنازل عن الحق في تقرير مَن ومتى سنَخدم. أصبحنا متوفرين (جاهزين) وغير مُحصنين.
عندما تكون هذه العبودية لا إرادية فهي قاسية ومهينة للإنسانية. لكن عندما يتم أختيار العبودية بِحُرية ، يتغير كل شيء. العبودية الطوعية هي فرحة عظيمة.
قد يكون تصور العبودية صعبًا بالنسبة لنا ، لكن لم يكن الأمر صعبًا على الرسول بولس. لقد تفاخر كثيرًا بعبوديته للمسيح. أن بولس قَصَد أنه تخلّى عن حقوقه بِحُرية. ليس فقط للمسيح بل حتى للآخرين. (1 كورنثوس 4: 9-13)
ولذلك، فإن الخوف من أننا سوف يُستَفاد منّا ويُداس علينا له ما يبرره. هذا هو بالضبط ما قد يحدث. لكن مَن يستطيع إيذاء شخص أختار بِحُرية أن يُداس عليه؟
الخدمة في مجالات الحياةالخدمة ليست قائمة بالأشياء التي نقوم بها ، على الرغم من أننا نكتشف فيها أشياء يجب القيام بها. إنها ليست مُدوّنة أخلاقية ، ولكنها طريقة للعيش. إن القيام بأعمال خدمة محددة ليس هو نفسه العيش في أنضباط الخدمة. هناك ما هو أكثر للخدمة من مجرد تقديم أعمال معينة للخدمة. إن التصرف كخادم شيء وأن تكون خادماً شيء آخر تماماً. كما هو الحال في جميع الإنضباطات ، من الممكن إتقان آليات الخدمة دون تجربة الأنضباط نفسه.
ومع ذلك ، فإن التأكيد على الطبيعة الداخلية للخدمة لا يكفي. الخدمة لتكون خدمة يجب أن تأخذ شكلًا وتجسداً في العالم الذي نعيش فيه. لذلك ، يجب أن نسعى إلى إدراك شكل الخدمة في مجالات حياتنا اليومية.
في البداية هناك خدمة الخفاء. حتى قادة العامة يمكنهم تطوير مهام الخدمة التي تظل غير معروفة بشكل عام. إذا كانت كل خدمتنا أمام الآخرين فنحن بعد غير ناضجين. إن خدمة الخفاء توبيخ للجسد ويمكن أن يُوجّه ضربة قاتلة إلى الكبرياء.
يبدو للوهلة الأولى أن الخدمة الخفية هي فقط من أجل الشخص الذي يتم تقديم الخدمة له. هذا ليس هو الحال. الخدمات الخفية والمجهولة تؤثر حتى على الأشخاص الذين لا يعرفون شيئًا عنها. إنهم يشعرون بِحُب وتعاطف أعمق بين الناس على الرغم من أنهم لا يستطيعون تفسير هذا الشعور. إذا تم عمل خدمة سرية نيابة عنهم ، فإنهم يكونون مُلهَمين لتفاني أعمق ، لأنهم يعرفون أن بئر الخدمة أعمق بكثير مما يمكنهم رؤيته. إنها خدمة يمكن أن يشترك فيها كل الناس بشكل متكرر. إنها تُرسل موجات من الفرح والأحتفال من خلال أي مجتمع من الناس.
في عالم الروح ، سرعان ما نكتشف أن القضايا الحقيقية توجَد في الأركان الصغيرة وغير المهمة للحياة. لقد أعمانا إفتتاننا بـ "الصفقة الكبيرة" عن هذه الحقيقة. ستضعنا خدمة الأمور الصغيرة على خلاف مع كَسَلنا وتراخينا. سوف نرى الأمور الصغيرة على أنها قضايا مركزية.
هناك خدمة الحفاظ على سُمعة الآخرين . كم هي مهمة هذه الخدمة إذا كنا نريد أن نَحفَظ أنفسنا من النميمة والغِيبة. عَلّمنا الرسول بولس أن " وَلاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ " (تيطس 3: 2). قد نُلبِس غِيبتنا كل الأحترام الديني الذي نريده ، لكنها ستبقى سُمًا مميتًا. هناك إنضباط في مَسك اللسان والذي يصنع العجائب في داخلنا. ولا ينبغي أن نكون طرفًا في حديث أفتراء عن الآخرين. حماية سُمعة الآخرين خدمة عميقة ودائمة.
هناك خدمة أن تكون مخدوماً. عندما بدأ يسوع في غسل أقدام من أحبهم ، رفض بطرس. لم يَترك سيده أبدًا ينحدر إلى مثل هذه الخدمة الوضيعة نيابة عنه. يبدو وكأنه بيان للتواضع. في الواقع كان فِعل فَخر مُقنَّع. كانت خدمة يسوع إهانة لمفهوم بطرس للسلطة. لو كان بطرس هو السيد ، لما غسل أقدام الآخرين!
إنها عمل من أعمال الخضوع والخدمة للسماح للآخرين بخدمتنا. نحن نتلقى الخدمة المُقَدَمة بلُطف ، ولا نشعر أبدًا أنه يجب علينا سَدادها. أولئك الذين ، بدافع الكبرياء ، يرفضون أن يتم خدمتهم يفشلون في خدمة الآخرين والخضوع للقيادة المُعَينة من الله في ملكوت الله.
هناك خدمة المجاملة العامة. يجب ألا نحتقر أبدًا طقوس العلاقات الموجودة في كل ثقافة. إنها إحدى الطرق القليلة المتبقية في المجتمع الحديث للأعتراف بقيمة الآخر. علينا أن " وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ، حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ. " (تيطس 3: 2).
يَفهم المبشرون قيمة المجاملة. لن يجرؤوا على أرتكاب الأخطاء في قرية ما مطالبين بأن يُسمَع صوتهم دون المرور أولاً بالطقوس المناسبة للتعريف والتعارف. ومع ذلك ، نشعر أننا يمكن أن نَنتهك هذه الطقوس في ثقافتنا الخاصة ولا يزال يتم أستقبالنا وسماعنا. ونتساءل لماذا لم يَستمع أحد.
نشتكي ونقول: "لكن المجاملات اللطيفة لا معنى لها ، بل هي نفاق". هذه خرافة. إنها ذات مغزى كبير وليست نفاقًا. بِمُجرّد أن نتغلب على غطرستنا المتمحورة حول الأنا حول حقيقة أن الناس لا يريدون حقًا أن يعرفوا كيف حالنا عندما يقولون "كيف حالك؟" يمكننا أن نرى أنها مجرد طريقة للأعتراف بوجودنا. يمكننا أن نُلوّح ونعترف بوجودهم أيضًا دون الشعور بالحاجة إلى إعطاء معلومة بشأن صداعنا الأخير. كلمات "شكرًا" و "نعم ، من فضلك" ، هي رسائل تقدير وردود سريعة كلها خدمات مجاملة. ستختلف الأفعال المحددة من ثقافة إلى أخرى ، لكن الغرض دائمًا هو نفسه: الأعتراف بالآخرين والتأكيد على قيمتهم. هناك حاجة ماسة إلى خدمة المجاملة في مجتمعنا المُحَوسب وغير الشخصي على نحو متزايد.
هناك خدمة الضيافة. يحثنا بطرس الرسول على " كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ. " (1 بطرس 4: 9). يفعل بولس الرسول الشيء نفسه بل ويجعله أحد متطلبات وظيفة الأسقف (تيموثاوس الأولى 3: 2 ؛ تيطس 1: 8). هناك حاجة ماسّة اليوم للمسيحيين أن يَفتحوا بيوتهم لبعضهم البعض.
لقد أصبحت الفكرة القديمة ل"بيت الضيافة" بالية بسبب أنتشار الفنادق والمطاعم الحديثة.
في بعض الأحيان نُقيّد أنفسنا لأننا نجعل الضيافة معقدة للغاية.
هناك خدمة الأستماع. الخدمة الأولى التي يَدين بها المرء للآخرين في الشركة هي الأستماع إليهم. فكما أن محبة الله تبدأ بالأستماع إلى كلمته ، كذلك فإن بداية حب الأخوة هي تَعلّم الأستماع إليهم. نحن بحاجة ماسّة إلى المساعدة التي يُمكن أن تأتي من خلال الأستماع إلى بعضنا البعض. لا نحتاج لأن نكون مُحللين نفسيين مُدَرَبين حتى نكون مستمعين مُدَرَبين. أهم المتطلبات هي الرحمة والصبر.
لا يتعين علينا الحصول على الإجابات الصحيحة للأستماع جيدًا. في الواقع ، غالبًا ما تكون الإجابات الصحيحة عائقًا أمام الأستماع ، لأننا نُصبح أكثر حرصًا على إعطاء الإجابة بدلاً من الأستماع.
نِصْف الأستماع وقلة الصبر إهانة للشخص المُشارك.
إن الأستماع إلى الآخرين يُهَدئ العقل ويُؤَدبه على الإصغاء إلى الله. إنه يَخلق عملاً داخليًا على القلب يتحول إلى عواطف ، وحتى أولويات الحياة. عندما نشعر بالمَلل في الأستماع إلى الله ، من الأفضل أن نستمع إلى الآخرين في صمت ونرى ما إذا كنا لا نسمع الله من خلالهم. "أي شخص يعتقد أن وقته ثمين للغاية ليقضيه في الصمت ، لن يكون لديه في النهاية وقت لله ولأخيه ، ولكن فقط لنفسه ولحماقاته."
هناك خدمة تَحَمُّل أعباء بعضنا البعض. " اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. " (غلاطية 6: 2). قانون المسيح هو قانون الحب ، "الناموس الملوكي" كما يسميه الرسول يعقوب (يعقوب 2: 8). يتم تحقيق الحب على أكمل وجه عندما نتحمل آلام ومعاناة بعضنا البعض ، ونبكي مع أولئك الذين يبكون. وبالأخص عندما نكون مع أولئك الذين يمُرّون في وادي الظل ، فإن البكاء أفضل بكثير من الكلمات.
إذا كنا نهتم ، فسوف نتعلم أن نتحمل أحزان بعضنا البعض. "نتعلم" لأن هذا أيضًا إنضباط يجب إتقانه. يَفترض معظمنا بسهولة أن كل ما يتعين علينا القيام به هو أن نقرر تَحمّل أعباء الآخرين ويمكننا القيام بذلك. ثم نحاول ذلك لبعض الوقت ، وسرعان ما تغادر بهجة الحياة ، ونحن مُثقلون بأحزان الآخرين.
لا يَلزم أن يكون الأمر كذلك. يمكننا أن نتعلم تَحمُّل أعباء الآخرين دون أن نُدمَّر بواسطة أعباءهم. يسوع ، الذي حمل أعباء العالم كله ، قال: " 28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30 لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». " (متى 11: 28-30).
هل يمكننا أن نتعلم رفع أحزان وآلام الآخرين إلى أحضان يسوع القوية الرقيقة حتى يكون حِملنا أخف؟ بالطبع نستطيع. لكن الأمر يتطلب بعض الممارسة ، فبدلاً من الإندفاع لتَحمُّل أعباء العالم كله ، دعونا نبدأ ببساطة أكبر. يمكننا أن نبدأ في زاوية صغيرة في مكان ما ونتعلم. سيكون يسوع مُعلمنا.
أخيرًا ، هناك خدمة مشاركة كلمة الحياة مع بعضنا البعض. توصيل رسالة الخلاص والمصالحة مع الآب لكل مَن حولنا.
إن المسيح القائم من بين الأموات يدعونا إلى خدمة المنشفة. هذه الخدمة التي تنبع من أعماق القلب هي حياة وفرح وسلام. ربما تود أن تبدأ بتجربة الصلاة التي يستخدمها العديد منا. ابدأ اليوم بالصلاة ، "يا رب يسوع ، من فضلك أَحضِر لي اليوم شخصًا يمكنني أن أخدمه."
To download Student Workbook (English) , please click here.
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
75 قسمت
Manage episode 305112786 series 2305761
أنضباط أو تمرين الخدمة
بما أن الصليب هو علامة الخضوع ، فإن المنشفة هي علامة الخدمة. عندما جمع يسوع تلاميذه في العشاء الأخير ، كانوا يواجهون صعوبة في تحديد مَن هو الأعظم. لم تكن هذه قضية جديدة بالنسبة لهم. "وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟" (لوقا 9: 46). كلما كانت هناك مشكلة حول مَن هو الأعظم ، هناك أيضاً مشكلة حول مَن هو الأدنى. هذا هو جوهر الأمر بالنسبة لنا ، أليس كذلك؟ يَعرف معظمنا أننا لن نكون الأعظم أبدًا ؛ لكن على الأقل لا تدَعْنا نكون الأدنى.
أجتمع التلاميذ في عيد الفصح ، وكانوا مُدركين تمامًا أن هناك حاجة لغسل أقدام الآخرين. كانت المشكلة أن الأشخاص الوحيدين الذين يغسلون القدمين هم الأدنى. فجلسوا هناك وأقدامهم ملطخة بالتراب. لقد كانت نقطة مؤلمة لدرجة أنهم لم يكونوا حتى يتحدثون عنها. لا أحد يريد أن يُعتبَر الأدنى. ثم أخذ يسوع فوطة وحوضًا وأعاد تعريف العظمة.
بعد أن عاش المسيح حياة الخدمة أمامهم ، دعاهم إلى طريق الخدمة: "14 فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، 15 لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا. " (يوحنا 13: 14 ، 15).
بطريقة ما نحن نُفضّل أن نسمع دعوة يسوع لإنكار ذواتنا، والأب والأم ، والمنازل والأرض من أجل الإنجيل على أن نسمع كلمته بغَسل القدمين. يَمنح إنكار الذات المتأصّل إحساسًا بالمغامرة. في الخدمة يجب أن نواجه العديد من الميتات الصغيرة الناتجة عن تجاوز ذواتنا. الخدمة تُبعدنا عن الدنيوي والمألوف والعادي.
في نظام الخدمة هناك أيضًا حرية كبيرة. تُتيح لنا الخدمة أن نقول لا للترويج والسلطة في العالم. الخدمة تلغي حاجتنا (ورغبتنا) إلى" نظام النَقر". كم نحن مثل الدجاج! في حظيرة الدجاج لا يوجد سلام حتى يتضح مَن هو الأعظم ومَن هو الأدنى ومَن هو في أي درجة بينهما. لا يمكن لمجموعة من الناس أن تبقى معًا لفترة طويلة حتى يتم إنشاء "نظام النَقر" بوضوح.
الفكرة ليست أننا يجب أن نتخلص من كل حس في القيادة أو السلطة. أي عالِم أجتماع سيُثبت بسرعة أستحالة مثل هذه المهمة. حتى بين يسوع والتلاميذ ، يمكن رؤية القيادة والسلطة بسهولة. النقطة المهمة هي أن يسوع أعاد تعريف القيادة بالكامل وأعاد ترتيب خطوط السلطة.
لم يُعلّم يسوع أبدًا أن لكل شخص سلطة متساوية. لكن السلطة التي تَكلّم عنها يسوع ليست سلطة "نظام النَقر". يجب أن نفهم بوضوح الطبيعة الجذرية لتعاليم يسوع حول هذه المسألة. لم يكن مجرد عكس ل "نظام النَقر" كما يَفترض الكثيرون. لم تكن السلطة التي تَحَدّث عنها المسيح هي سلطة للتلاعب والسيطرة. لقد كانت سلطة وظيفية وليست سلطة مركزية.
أعلن يسوع ، " 25 فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. 26 فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا، 27 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا، 28 كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ». " (متى 20: 25-28).
لذلك فإن السلطة الروحية ليسوع هي سلطة لا توجد في منصب أو لقب ، بل في المنشفة.
شاهد على اليوتيوب (MP4)مقارنة بين الخدمة النابعة من البر الذاتي والخدمة الحقيقية
إذا كانت الخدمة الحقيقية يجب أن تُفهَم وتُمارَس ، فيجب تمييزها بوضوح عن "الخدمة النابعة من البر الذاتي". 1- الخدمة النابعة من البر الذاتي تأتي من خلال الجُهد البشري. إنها تنفق كميات هائلة من الطاقة في الحساب والتخطيط لكيفية تقديم الخدمة. يتم وضع المخططات والأستطلاعات الأجتماعية حتى تتمكن من مساعدة مجموعة من الناس. تأتي الخدمة الحقيقية من العلاقة العميقة مع الآخر الإلهي. تَخدم من خلال الدوافع الإلهية والمساعدات البسيطة. يتم إنفاق الطاقة ولكنها ليست طاقة الجسد المحمومة.
2- الخدمة النابعة من البر الذاتي مُعجَبة بـ "الصفقة الكبيرة". إنها مَعنِية بتحقيق مكاسب رائعة على لوحات النتائج الكنسية. إنه يستمتع بالخدمة عندما تكون الخدمة عملاقة. الخدمة الحقيقية تَجد أنه يكاد يكون من المستحيل تمييز الخدمة الصغيرة عن الكبيرة. عندما يُلاحَظ أختلاف ، غالبًا ما ينجذب الخادم الحقيقي إلى الخدمة الصغيرة ، ليس بسبب التواضع الزائف ، ولكن لأنه يرى أنها مهمة أكثر أهمية. يُرحّب دون تمييز بجميع الفرص للخدمة.
3- الخدمة النابعة من البر الذاتي تتطلب مكافآت خارجية. تحتاج أن تَعرِف أن الناس يَرَون ويقدّرون هذا الجهد. إنها تبحث عن إطراء بشري. الخدمة الحقيقية تكمن في الخفاء. لا تخشى الأضواء ووهج الأنتباه ، لكنها لا تسعى إليها أيضًا. نظرًا لأنها تعيش من مركز مرجعي جديد ، فإن الإيماءة الإلهية بالموافقة كافية تمامًا.
4- الخدمة النابعة من البر الذاتي قلقة للغاية بشأن النتائج. هو أو هي ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كان الشخص الذي يتم خدمته سَيَرد بالمِثل. يُصبِح الأمر مريرًا عندما تَقّل النتائج عن التوقعات. الخدمة الحقيقية خالية من الحاجة لحساب النتائج. يُسعَد الشخص فقط في الخدمة. يُمكن أن يَخدم الأعداء بِحُرّية مثل الأصدقاء.
5- الخدمة النابعة من البر الذاتي تنتقي وتختار مَن تخدم. في بعض الأحيان يتم تقديم الأفضل والأقوى لأن ذلك سيضمن ميزة معينة. في بعض الأحيان يتم تقديم الضعفاء والعُزّل لأن ذلك سيضمن صورة متواضعة. الخدمة الحقيقية لا تُميّز في خدمتها. سَمِعتْ وصية يسوع أن تكون " خَادِمًا لِلْكُلِّ " (مرقس 9: 35) فأنتفضت لخدمة الكل.
6- الخدمة النابعة من البر الذاتي تتأثر بالمزاج والأهواء. يُمكن أن تخدم فقط عندما يكون هناك "شعور أو مزاج" للخدمة. سوء الصحة أو عدم كفاية النوم تتحكم في الرغبة للخدمة. الخدمة الحقيقية تساعد ببساطة وأمانة لأن هناك حاجة. وهي تَعلَم أن "الشعور للخدمة" يمكن أن يكون في كثير من الأحيان عائقًا أمام الخدمة الحقيقية. الخدمة الحقيقية تُنظّم المشاعر بدلاً من السماح للشعور بالتحكم في الخدمة.
7- الخدمة النابعة من البر الذاتي مؤقتة. إنها تعمل فقط عندما تكون أعمال الخدمة المُحدَدة جاهزة. بعد أن تَخدم ، يُمكن أن تأخذ راحة طويلة بسهولة. الخدمة الحقيقية هي أسلوب حياة. إنها تعمل من أنماط المعيشة المتأصلة. إنها تقفز من تلقاء نفسها لتلبية حاجة الإنسان.
8- الخدمة النابعة من البر الذاتي غير حساسة. إنها تُصّر على تلبية الحاجة حتى عندما يكون القيام بذلك مدمرًا. إنها تطلب فرصة للمساعدة بأي وقت وطريقة تراها مناسبة. الخدمة الحقيقية يُمكن أن توقِف الخدمة بِحُريّة مثل أدائها لها. يُمكنها الأستماع بحنان وصبر قبل التصرف. يمكنها أن تخدم من خلال الأنتظار في صمت.
9- الخدمة النابعة من البر الذاتي تُمزّق المجتمع. بِمُجرَد إزالة جميع الزخارف الدينية ، فستظهر هذه الخدمة بأنها تتمحور في تمجيد الفرد. لذلك فهي تضع الآخرين في دَيْن وتُصبِح أحد أكثر أشكال التلاعب المعروفة دهاءً وتدميرًا. الخدمة الحقيقية تَبني المجتمع. إنها تمضي بهدوء وبتواضع في الأهتمام بأحتياجات الآخرين. إنها تَجذب ، تُوحّد ، تَشفي ، تَبني.
الخدمة والتواضعأكثر من أي طريقة أخرى ، تعمل نعمة التواضع في حياتنا من خلال نظام الخدمة. التواضع هو إحدى الفضائل التي لا نكتسبها أبدًا من خلال البحث عنها. كلما سَعَينا وراءها كلما أصبحت بعيدة. إن الأعتقاد بأننا نمتلكها هو دليل أكيد على أننا لا نمتلكها. لذلك ، يَفترض معظمنا أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به للحصول على هذه الفضيلة المسيحية الثمينة ، وبالتالي فإننا لا نفعل شيئًا.
لكن هناك شيء يمكننا القيام به. لسنا بحاجة إلى أن نعيش حياة ضعيفة على أمل أن يقع التواضع على رؤوسنا في يوم من الأيام. من بين جميع الإنضباطات الروحية الكلاسيكية ، فإن الخدمة هي الأكثر مساعدة على نمو التواضع. تُحدِث تغيير عميق في أرواحنا.
لا شيء يَضبط ويُغيّر رغبات الجسد المفرطة مثل الخدمة وبالأخص الخدمة في الخفاء. الجسد يَئِن ضد الخدمة ويصرخ ضد الخدمة الخفية. الجسد يَجذب ويَسحب من أجل هدف واحد هو التشريف والتقدير. وسيبتكر الجسد وسائل خفية ومقبولة دينياً لِلَفت الأنتباه إلى الخدمة المُقدّمة. إذا رفضنا بشدة الأستسلام لشهوة الجسد هذه ، فإننا نصلبه. في كل مرة نصلب فيها الجسد نصلب كبرياءنا وغطرستنا.
يكتب الرسول يوحنا: " لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. " (1 يوحنا 2: 16). نَفشل في فهم قوة هذا المقطع بسبب مَيلِنا إلى جعله يَخص الخطيئة الجنسية. تشير "شهوة الجسد" إلى الفشل في تأديب الأهواء البشرية الطبيعية. في هذه الآية يُلاحَظ: الأفتتان بالقوى والإمكانيات البشرية الطبيعية دون الأعتماد على الله. هذا هو الجسد في عمله ، والجسد هو العدو المُميت للتواضع.
إن الأنضباط اليومي الأكثر صرامة ضروري للسيطرة على هذه المشاعر. يجب أن يتعلم الجسد الدرس المؤلم أنه ليس له حقوق خاصة به. إن عمل الخدمة الخفية هو الذي سيحقق هذا التذلل الذاتي. إذاً ، ستكون نتيجة هذا التأديب اليومي للجسد هي صعود نعمة التواضع. سوف تنزلق علينا نعمة التواضع بدون أن نُدرك. على الرغم من أننا لا نشعر بوجودها ، إلا أننا نُدرك متعة جديدة وبهجة مع الحياة. نتساءل عن الإحساس الجديد بالثقة الذي يُميّز أنشطتنا. على الرغم من أن متطلبات الحياة كبيرة كما هي دائماً، إلا أننا نعيش في إحساس جديد بالسلام غير المُتَعجّل. الأشخاص الذين كنا نحسدهم مرة ، ننظر إليهم الآن برأفة ، لأننا لا نرى موقفهم فحسب بل آلامهم. الأشخاص الذين تغاضينا عنهم وأهملناهم قبل ، نَراهم الآن ونَجدهم أفرادًا محبوبين. بطريقة ما - لا يمكننا أن نُفسّر بالضبط كيف - نشعر بروح جديدة من التماثل مع المنبوذين ، " صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ إِلَى الآنَ. " (1 كو 4: 13).
سوف ُندرك حبًا وفرحًا أعمق في الله حتى أكثر من التَحوّل الذي يَحدث في داخلنا. أيامنا متشكلة بأنفاس عفوية من التمجيد و التوقير. الخدمة الخفية السعيدة للآخرين هي صلاة شكر فعلية. يبدو أننا مُوجَهون من قِبَل مركز تحكم جديد - ونحن كذلك.
نعم.. . لكنيرافق أي مناقشة جادة للخدمة تردد طبيعي ومفهوم. إن هذا التردد هو تَعقّل لأنه من الحكمة حساب التكلفة قبل الأنغماس في أي نظام. نشعر بالخوف الذي يأتي بسبب شيء من هذا القبيل: "إذا فعلتُ ذلك ، فسوف يستغلني الناس ؛ سوف يدوسون عليّ".
هنا يجب أن نرى الفرق بين أختيار أن نَخدم وأختيار أن نكون خادمين. عندما نختار أن نَخدم ، ما زلنا مسؤولين. نحن نُقرر مَن سنَخدم ومتى سنَخدم. وإذا كنا مسؤولين ، فسوف نشعر بالقلق الشديد بشأن قيام أي شخص بالتسلق علينا ، أي توليه زمام الأمور فوقنا.
ولكن عندما نختار أن نكون خادمين ، فإننا نتخلى عن حقنا في أن نكون مسؤولين. هناك حرية كبيرة في هذا. إذا أخترنا طواعية أن يتم أستغلالنا ، فلا يُمكن التأثير علينا. عندما نختار أن نكون خادمين ، فإننا نتنازل عن الحق في تقرير مَن ومتى سنَخدم. أصبحنا متوفرين (جاهزين) وغير مُحصنين.
عندما تكون هذه العبودية لا إرادية فهي قاسية ومهينة للإنسانية. لكن عندما يتم أختيار العبودية بِحُرية ، يتغير كل شيء. العبودية الطوعية هي فرحة عظيمة.
قد يكون تصور العبودية صعبًا بالنسبة لنا ، لكن لم يكن الأمر صعبًا على الرسول بولس. لقد تفاخر كثيرًا بعبوديته للمسيح. أن بولس قَصَد أنه تخلّى عن حقوقه بِحُرية. ليس فقط للمسيح بل حتى للآخرين. (1 كورنثوس 4: 9-13)
ولذلك، فإن الخوف من أننا سوف يُستَفاد منّا ويُداس علينا له ما يبرره. هذا هو بالضبط ما قد يحدث. لكن مَن يستطيع إيذاء شخص أختار بِحُرية أن يُداس عليه؟
الخدمة في مجالات الحياةالخدمة ليست قائمة بالأشياء التي نقوم بها ، على الرغم من أننا نكتشف فيها أشياء يجب القيام بها. إنها ليست مُدوّنة أخلاقية ، ولكنها طريقة للعيش. إن القيام بأعمال خدمة محددة ليس هو نفسه العيش في أنضباط الخدمة. هناك ما هو أكثر للخدمة من مجرد تقديم أعمال معينة للخدمة. إن التصرف كخادم شيء وأن تكون خادماً شيء آخر تماماً. كما هو الحال في جميع الإنضباطات ، من الممكن إتقان آليات الخدمة دون تجربة الأنضباط نفسه.
ومع ذلك ، فإن التأكيد على الطبيعة الداخلية للخدمة لا يكفي. الخدمة لتكون خدمة يجب أن تأخذ شكلًا وتجسداً في العالم الذي نعيش فيه. لذلك ، يجب أن نسعى إلى إدراك شكل الخدمة في مجالات حياتنا اليومية.
في البداية هناك خدمة الخفاء. حتى قادة العامة يمكنهم تطوير مهام الخدمة التي تظل غير معروفة بشكل عام. إذا كانت كل خدمتنا أمام الآخرين فنحن بعد غير ناضجين. إن خدمة الخفاء توبيخ للجسد ويمكن أن يُوجّه ضربة قاتلة إلى الكبرياء.
يبدو للوهلة الأولى أن الخدمة الخفية هي فقط من أجل الشخص الذي يتم تقديم الخدمة له. هذا ليس هو الحال. الخدمات الخفية والمجهولة تؤثر حتى على الأشخاص الذين لا يعرفون شيئًا عنها. إنهم يشعرون بِحُب وتعاطف أعمق بين الناس على الرغم من أنهم لا يستطيعون تفسير هذا الشعور. إذا تم عمل خدمة سرية نيابة عنهم ، فإنهم يكونون مُلهَمين لتفاني أعمق ، لأنهم يعرفون أن بئر الخدمة أعمق بكثير مما يمكنهم رؤيته. إنها خدمة يمكن أن يشترك فيها كل الناس بشكل متكرر. إنها تُرسل موجات من الفرح والأحتفال من خلال أي مجتمع من الناس.
في عالم الروح ، سرعان ما نكتشف أن القضايا الحقيقية توجَد في الأركان الصغيرة وغير المهمة للحياة. لقد أعمانا إفتتاننا بـ "الصفقة الكبيرة" عن هذه الحقيقة. ستضعنا خدمة الأمور الصغيرة على خلاف مع كَسَلنا وتراخينا. سوف نرى الأمور الصغيرة على أنها قضايا مركزية.
هناك خدمة الحفاظ على سُمعة الآخرين . كم هي مهمة هذه الخدمة إذا كنا نريد أن نَحفَظ أنفسنا من النميمة والغِيبة. عَلّمنا الرسول بولس أن " وَلاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ " (تيطس 3: 2). قد نُلبِس غِيبتنا كل الأحترام الديني الذي نريده ، لكنها ستبقى سُمًا مميتًا. هناك إنضباط في مَسك اللسان والذي يصنع العجائب في داخلنا. ولا ينبغي أن نكون طرفًا في حديث أفتراء عن الآخرين. حماية سُمعة الآخرين خدمة عميقة ودائمة.
هناك خدمة أن تكون مخدوماً. عندما بدأ يسوع في غسل أقدام من أحبهم ، رفض بطرس. لم يَترك سيده أبدًا ينحدر إلى مثل هذه الخدمة الوضيعة نيابة عنه. يبدو وكأنه بيان للتواضع. في الواقع كان فِعل فَخر مُقنَّع. كانت خدمة يسوع إهانة لمفهوم بطرس للسلطة. لو كان بطرس هو السيد ، لما غسل أقدام الآخرين!
إنها عمل من أعمال الخضوع والخدمة للسماح للآخرين بخدمتنا. نحن نتلقى الخدمة المُقَدَمة بلُطف ، ولا نشعر أبدًا أنه يجب علينا سَدادها. أولئك الذين ، بدافع الكبرياء ، يرفضون أن يتم خدمتهم يفشلون في خدمة الآخرين والخضوع للقيادة المُعَينة من الله في ملكوت الله.
هناك خدمة المجاملة العامة. يجب ألا نحتقر أبدًا طقوس العلاقات الموجودة في كل ثقافة. إنها إحدى الطرق القليلة المتبقية في المجتمع الحديث للأعتراف بقيمة الآخر. علينا أن " وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ، حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ. " (تيطس 3: 2).
يَفهم المبشرون قيمة المجاملة. لن يجرؤوا على أرتكاب الأخطاء في قرية ما مطالبين بأن يُسمَع صوتهم دون المرور أولاً بالطقوس المناسبة للتعريف والتعارف. ومع ذلك ، نشعر أننا يمكن أن نَنتهك هذه الطقوس في ثقافتنا الخاصة ولا يزال يتم أستقبالنا وسماعنا. ونتساءل لماذا لم يَستمع أحد.
نشتكي ونقول: "لكن المجاملات اللطيفة لا معنى لها ، بل هي نفاق". هذه خرافة. إنها ذات مغزى كبير وليست نفاقًا. بِمُجرّد أن نتغلب على غطرستنا المتمحورة حول الأنا حول حقيقة أن الناس لا يريدون حقًا أن يعرفوا كيف حالنا عندما يقولون "كيف حالك؟" يمكننا أن نرى أنها مجرد طريقة للأعتراف بوجودنا. يمكننا أن نُلوّح ونعترف بوجودهم أيضًا دون الشعور بالحاجة إلى إعطاء معلومة بشأن صداعنا الأخير. كلمات "شكرًا" و "نعم ، من فضلك" ، هي رسائل تقدير وردود سريعة كلها خدمات مجاملة. ستختلف الأفعال المحددة من ثقافة إلى أخرى ، لكن الغرض دائمًا هو نفسه: الأعتراف بالآخرين والتأكيد على قيمتهم. هناك حاجة ماسة إلى خدمة المجاملة في مجتمعنا المُحَوسب وغير الشخصي على نحو متزايد.
هناك خدمة الضيافة. يحثنا بطرس الرسول على " كُونُوا مُضِيفِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِلاَ دَمْدَمَةٍ. " (1 بطرس 4: 9). يفعل بولس الرسول الشيء نفسه بل ويجعله أحد متطلبات وظيفة الأسقف (تيموثاوس الأولى 3: 2 ؛ تيطس 1: 8). هناك حاجة ماسّة اليوم للمسيحيين أن يَفتحوا بيوتهم لبعضهم البعض.
لقد أصبحت الفكرة القديمة ل"بيت الضيافة" بالية بسبب أنتشار الفنادق والمطاعم الحديثة.
في بعض الأحيان نُقيّد أنفسنا لأننا نجعل الضيافة معقدة للغاية.
هناك خدمة الأستماع. الخدمة الأولى التي يَدين بها المرء للآخرين في الشركة هي الأستماع إليهم. فكما أن محبة الله تبدأ بالأستماع إلى كلمته ، كذلك فإن بداية حب الأخوة هي تَعلّم الأستماع إليهم. نحن بحاجة ماسّة إلى المساعدة التي يُمكن أن تأتي من خلال الأستماع إلى بعضنا البعض. لا نحتاج لأن نكون مُحللين نفسيين مُدَرَبين حتى نكون مستمعين مُدَرَبين. أهم المتطلبات هي الرحمة والصبر.
لا يتعين علينا الحصول على الإجابات الصحيحة للأستماع جيدًا. في الواقع ، غالبًا ما تكون الإجابات الصحيحة عائقًا أمام الأستماع ، لأننا نُصبح أكثر حرصًا على إعطاء الإجابة بدلاً من الأستماع.
نِصْف الأستماع وقلة الصبر إهانة للشخص المُشارك.
إن الأستماع إلى الآخرين يُهَدئ العقل ويُؤَدبه على الإصغاء إلى الله. إنه يَخلق عملاً داخليًا على القلب يتحول إلى عواطف ، وحتى أولويات الحياة. عندما نشعر بالمَلل في الأستماع إلى الله ، من الأفضل أن نستمع إلى الآخرين في صمت ونرى ما إذا كنا لا نسمع الله من خلالهم. "أي شخص يعتقد أن وقته ثمين للغاية ليقضيه في الصمت ، لن يكون لديه في النهاية وقت لله ولأخيه ، ولكن فقط لنفسه ولحماقاته."
هناك خدمة تَحَمُّل أعباء بعضنا البعض. " اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. " (غلاطية 6: 2). قانون المسيح هو قانون الحب ، "الناموس الملوكي" كما يسميه الرسول يعقوب (يعقوب 2: 8). يتم تحقيق الحب على أكمل وجه عندما نتحمل آلام ومعاناة بعضنا البعض ، ونبكي مع أولئك الذين يبكون. وبالأخص عندما نكون مع أولئك الذين يمُرّون في وادي الظل ، فإن البكاء أفضل بكثير من الكلمات.
إذا كنا نهتم ، فسوف نتعلم أن نتحمل أحزان بعضنا البعض. "نتعلم" لأن هذا أيضًا إنضباط يجب إتقانه. يَفترض معظمنا بسهولة أن كل ما يتعين علينا القيام به هو أن نقرر تَحمّل أعباء الآخرين ويمكننا القيام بذلك. ثم نحاول ذلك لبعض الوقت ، وسرعان ما تغادر بهجة الحياة ، ونحن مُثقلون بأحزان الآخرين.
لا يَلزم أن يكون الأمر كذلك. يمكننا أن نتعلم تَحمُّل أعباء الآخرين دون أن نُدمَّر بواسطة أعباءهم. يسوع ، الذي حمل أعباء العالم كله ، قال: " 28 تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. 29 اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. 30 لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». " (متى 11: 28-30).
هل يمكننا أن نتعلم رفع أحزان وآلام الآخرين إلى أحضان يسوع القوية الرقيقة حتى يكون حِملنا أخف؟ بالطبع نستطيع. لكن الأمر يتطلب بعض الممارسة ، فبدلاً من الإندفاع لتَحمُّل أعباء العالم كله ، دعونا نبدأ ببساطة أكبر. يمكننا أن نبدأ في زاوية صغيرة في مكان ما ونتعلم. سيكون يسوع مُعلمنا.
أخيرًا ، هناك خدمة مشاركة كلمة الحياة مع بعضنا البعض. توصيل رسالة الخلاص والمصالحة مع الآب لكل مَن حولنا.
إن المسيح القائم من بين الأموات يدعونا إلى خدمة المنشفة. هذه الخدمة التي تنبع من أعماق القلب هي حياة وفرح وسلام. ربما تود أن تبدأ بتجربة الصلاة التي يستخدمها العديد منا. ابدأ اليوم بالصلاة ، "يا رب يسوع ، من فضلك أَحضِر لي اليوم شخصًا يمكنني أن أخدمه."
To download Student Workbook (English) , please click here.
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
75 قسمت
همه قسمت ها
×به Player FM خوش آمدید!
Player FM در سراسر وب را برای یافتن پادکست های با کیفیت اسکن می کند تا همین الان لذت ببرید. این بهترین برنامه ی پادکست است که در اندروید، آیفون و وب کار می کند. ثبت نام کنید تا اشتراک های شما در بین دستگاه های مختلف همگام سازی شود.